مشـرّدَةً في رِيـاحِ الجليـدِ
وعـارية إنّمَـا القلـبُ مثل جحيـمٍ تُـزمجِـرُ
يَسّـاقَـط النّجْـمُ بيْن أصـابعِهـا
والبُـرُوقُ ،،،
وصـوتُ الغـرامِ الأبـيّ يُـدوْزِنُ غضْبتَهـا
فيشُـدُّ علـى وَتَـرٍ سـابِـعٍ
وتضـجُّ الحُـرُوقُ ،،،
أَحَـبُّ المقـامـاتِ حِقْـدٌ الـرّصَـاصِ
متـى يبْـدإ العَـزْفَ فِـي الفجْـرِ
يحتفِـلِ المَـاءُ والكـوْنُ والأنبِيَـاءُ
فهـذَا مقـامٌ عتيـقُ !،،،
ومِـنْ نُطُـفِ الغيْـبِ يلقَـحُ بعضٌ بِبعْـضٍ
ويُـولَـدٌ غيْـبٌ صـدِيـقُ ،،،
مشـرَّدةً إِنّمَـا العيِـنُ واضِحَـةُ
والطَّــريـقُ ،،،
هنَـا بعضُهـمْ لا يـرَى قـدَميْـه
وبعْـضٌ بقطـرةِ مـاءٍ غـرِيـقُ !،،،
سيّـدةَ النّـارِ!
والأمنِيَـاتِ الصّحيحَـةِ ! والصّبْـرِ !!
أنَـا كنْـتُ أدمنتُهُـمْ ،
وخبِـرْتُ القُـرُوحَ التـي لـوّثتْهُـمْ !
رؤًى فـي الفـراغِ !
ومقْتَلَـةٌ تتشهّـى القبـائـلُ فيها رؤوسَ الجميـعِ
لقـد قُتِـلَ "الشّيـخُ" تحت أُنـوفِ الصّحـابـة
قيـلَ "بِنَـصٍّ صـريـحٍ" !
واعتُقِـلَ الفكـرُ قيـلَ "بِنَـصٍّ صـريـحٍ" !
وغـابَ "الإمـامُ"
وبِيـعَ الفُـراتُ ،وهـذا الـدّمُ
والخليـجُ ،وصمْـتُ المـلاييـنِ ،والنّفـطُ
كـلٌّ "بِنَـصٍّ صَـريـحٍ" !!
لقـدْ أُوِّلَ اللّـهُ قسْـرًا
ومَسَّـحَ فيـه الغُلُـوُّ شَـوارِبَـهُ !
أرى جُثَـثًـا فـي الظّـلامِ !
أَرى طِفلَـةً كحمـامـةِ صُبْـحٍ بـريءٍ
تُطـارِدُهَـا الطَّـائِـراتُ
وتنشُـجُ أنَّ الجنَـاحَ كسيـرُ ،،،
أرى كيْـفَ بعـضٌ يبيـعُ بنَـادِقَـهُ والـرّصاصَ،
وبعْـضٌ يُـزَيِّتُهـا ويثُـورُ ،،،
قلْبِـي سِـوارٌ مـن النّـارِ
والـرّأسُ ثـابِتـةٌ ...لا تَمُـورُ ،،،
ليْـسَ للبيْـعِ رأسِـي !
فَهَـذا دمٌ يسْتحيـل تجـاهُلُـهُ
والـرّؤوسُ التـي صلَبَ القمْـعُ
لا زالَ نَـزْفٌ بِهَـا وتَخُـورُ !،،،
مُشَـرَّدةً فـي رِيـاحِ الجليـدِ وعـاريـة
إنّمَـا لا تـزالُ الخنـادِقُ صـامِدةً !
والسّـلاحُ يُصِيـبُ بـرغْمِ الحِـراسـاتِ
يعْلَـقُ لغْـمُ بِـدبّـابـةٍ ويُكبِّـرُ
ثمّ تطيـــرُ ،،،
تصْحُـو السّمـاواتُ والأرضُ والنّـارُ
يقـدحُ فـي الغيْـبِ نَجْـمٌ مُثيـرُ ،،،
مشـرّدةٌ فـي ريـاح الجليـدِ وعـاريـةٌ
إنّمـا لا تـزالُ تـدثّـر أبنـاءَها بالسّـلاحِ
تلملـمُ شعـث ذخيـرتـم..
تقـرأ آيَ القتـالِ عليهـا..
يَنـزِلـونَ مـعَ الفجـرِ
يَفِـزُّونَ مِـن حُفَـرِ الـدّمِّ صَـوبَ المعسكـرِ
نَشْـوى أَصـابعُهـمْ بِـالسّـلاحِ ،
وبِـاللّيـل !
يَفتحـونَ الجحيـمَ علـى خُطَـطِ العلقمـيِّ ...
فَـإنْ شَحَنُـوا باللّهيـبِ مَخـازِنَهـم
قَـوَّقَـتْ جَبهـاتٌ ببعـضِ العـواصـمِ مُستنكِـرهْ ،،،
أَحـرَقـوا اللّيـلَ قبـلَ الهجـومِ
وصمـتَ العُـروشِ الغَبيّـةِ ،
والنُّخَـبِ العـاهِـرهْ ،،،
أَتقَنـوا الاقتِحـامَ
فلـمْ يقـرؤُوا بِسـواهُ !
وبيْـنَ جحيـمِ القنـابـلِ والمَـوْتِ
طـافُـوا بِدبّـابـةٍ غـادِرَهْ ،،،
شَبِقيـنَ بِلَحْـمِ الذيـن أَتَـوْا
والذيـن رَأَوْا ثـمَّ قد صمتُـوا
أليْـسَ الـذي فـي العِـراقِ
غَـدًا في الـرّياضِ وفي القـاهِـرَهْ ؟؟؟،،،
م.الخامس
هناك تعليقان (2):
جميل النص والاجمل منه انه يجمل ماساتنا ؟؟المشهد الكارثي يصير جميلا على افواه الشاعر قال درويش في مديح الظل العالي :
بيروت فجرا...
قالت امراة لجندي قبيح الوجه خذني للركام وفضني
لاصير احلى ...
نشرت قصيدتكم الجميلة بمدوّنتي على العنوان التالي
http://journaliste-tunisien.blogspot.com/2008/09/blog-post_03.html
مع تمنياتي لكم بالتوفيق
زياد الهاني - صحفي
إرسال تعليق