الخميس، 23 أكتوبر 2008

مــرّات

إلـى ابنتـي غفـران

مَـرّاتْ ...تِبْكِــي ،،،
ومـرّهْ اِتْشِـعْ عيـونْهـا
ومـرّاتْ ...تِحكِــي ،،،
علـى غـروبْ الشّمِـسْ
والغِيــلانْ ،،،
وِمْلـوكْ البَشَـرْ والجــانْ ،،،
ـ بـابـا !
لاَشْ العبـادْ أجنـاسْ ؟،،،
ولاشْ نـاسْ فـوق النّـاسْ ؟،،،
ولاشْ الغيُـومْ
مـا تِنْـزِلْ بـدارنـا ؟
وتِسْقِـي عطـاشْ الـوَرِدْ ؟ ؟ ،،،
نْحِـبْ الفَـراشْ نلـوّنَـهْ بكيفـي
وانْطيّـرهْ بـالفَـرِدْ ،،،
واللّيـلْ زيْ الصُّبُـحْ ضـاوي,,,وهـانِـي ،،،
والطّيـورْ تْعشّـشْ بشجـراتْ فستـانـي ،،،
بـابـا !
انحبّـكْ !!
أكثـرْ مـن أمـواجْ البِحَــرْ ،،،
وأكبـرْ مـن الصّحـرا
وغـابـاتْ الشِّجَـرْ ،،،
زيْ مـا وِقَـفْ جـدّي بـوجـه الشّـرْ ،،،
وقـاوَمْ ...
ـ كـانْ جـدّكْ يـا حيـاتـي
يِكْتِـمْ الغِيـظْ مـالعـدوْ بصـدْرَهْ ،،،
وفـي يُـومْ ضـاقْ صـدْرَهْ ،،،
قـالْ :
مِـنْ رْضِـي بحُكـمِ العَـدُوْ
يـا نـاسْ طـاحْ قـدْرَهْ ،،،
وعـايَـشْ أشبـاحْ المـوتْ
مـنْ "بنـزرتْ"
للخضْـرَا ،،،
وجـدّكْ يـا حيـاتِـي
كـانْ... يحـب الشّعِـرْ
والـدّنيـا ،،،
وكـانْ يعشـق
طلـوعْ الشّمِـسْ ،،،
ويتكلّـمْ بصـوتْ أعلـى من النّخـلاتْ
ويكـرهْ يـا حيـاتي الهَمِـسْ ،،،

محمّد الخامس ـ دوز

الأربعاء، 22 أكتوبر 2008

حيث أفتـى الـدّم

دفنّـاهُـمُ
حيـثُ أَفتـى الـدّمُ ،،،
والشّـوارعُ شـاحبـةٌ مـن رذاذٍ حـزينٍ
ووجـهُ المخيّـمِ يستقـرئُ الصّمـتَ
أيــنَ هُــمُ ؟،،،
لقـد أَسـرف الـدّم فـي الصّبـرِ !
إنّـا رأينـا أصـابعَهم بـاتّجـاهِ الجليـلِ
وأقـدامَهـمْ للعـواصـمِ !
هـمْ يعـرفـون أَقـاصِي الصّـراعِ
أمِ استلهمُـوا ؟،،،
أَفـردتْ أمُّ أصغـرِهم قلبَهـا لتـراهُ
ومـرّتْ طفـولتُهم بالمخيّـمِ نَشْـوى
وذكـرى حجـارتِهـمْ
والـرّصـاصِ
وأوّلِ دبّـابـةٍ أَعـدمُـوا ،،،
لا شِعـارَ سـوى الأرضِ !
لا تحـالـفَ غيـر الـذي علّمتْـهُ السّكـاكيـنُ
لا الأسْهُـــمُ !،،،
وأُقسـمُ إنّ الـدّمـاءَ علـى سلطـةٍ هـا هنـاكَ !
ودائـرةٍ هـا هنـاكَ !
ومـا في الخليـلِ صـدًى مجـرمُ ،،،
محمّد الخامس ـ دوز

الأربعاء، 15 أكتوبر 2008

الـدّمع العصيّ (قصيد بالعاميّة)

تمهيـد : فيفري 2003 ...ماتت أمّي بين يديّ...كنتُ ، وكان البعض ينتظر أن أكتب نصّا أرقّ ممّا كتبتُ حين مات أبي... إنّما لم أقدرْ...وكتبت قصيدا لم أستطع إنهـاءه حتّى اليوم...

يمكـنْ
غَلَبْنـي الـدَّمِـعْ يامّـهْ...ومـا بِكِيـتْ ،،،
يمكـنْ
جْـروحْ القَلِـبْ أكبَـرْ
يـامّـهْ يمكـنْ مـا نِـوِيـتْ،،،
كـانْ المُـوتْ مستعجِـلْ
قُتْلَـهْ خلّـي الصُّبُـحْ يـامّـهْ !
تِسمعِـي آخِـرْ مَـواويلْ الحَمـامْ،،،
يـامّـهْ
هَـدْهَـدْتَـهْ لعـلّـهْ ينـامْ ،،،
واللّـهْ يـامّـهْ ومـا رِضِـي،،،
لا حَسّـبْ عَـذابْ الـرُّوحْ
ولا مِنّـي اِسْتِحِـي،،،
...(أرجو من شعرائنا باللّهجة العامّيّة مساعدتي...)

السبت، 11 أكتوبر 2008

ربــاعيّــات (1)

اِسقنِـي خمـرًا من الـدّنِّ عتيـقْ
تُشعـل الـرّوحَ غرامًـا وحـريقْ
عـلّ دنيـايَ إذا السّكــرُ سـرَى
تنفـضُ الأحـزانَ عنّـي وتُفيـقْ
* * *
لا ينـالُ الـوصلَ في اللّيلِ نـؤومْ
فَلْتبكّـرْ قبـل أن تـذوي النّجـومْ
واصطبِـحْ ثـمّ اغتبـقْ مسترسـلاً
بيـن أحضـان بسـاتيـنِ الكـرومْ
* * *
يـا حبيبـي أَثْبـتِ الكـأسَ قليـلاَ
فـأنـا أخشـى عليهـا أن تميـلاَ
مثلمـا مـالتْ بنـا هـذي اللّيالـي
وأضـاعـتْ نجمـةً كانـت دليـلاَ
* * *
لا أعِـي مـن هـذه الدّنيا حـراكَـا
يـا نـديمي تـرّب الكـأسُ ثـراكَـا
صـامتًا مـن ضجّـةِ الخلقِ غـريبًـا
فـكــأنّ الأرضَ ملـكٌ لِسـواكَـا
محمّد الخامس ـ أكتوبر 2008

الجمعة، 10 أكتوبر 2008

البــاب (قصيـد بالعامية)

عَــدّيــتْ...
واللّـهْ البـابْ مِـنْ شُـوقَـهْ عَـرَفْنِـي
شـاحِـبْ مِـنْ حْـرُوقْ الشّمـسْ وِبْعــادَكْ
عــامِيـنْ يـا قــاسِـي
ومـا زالْ فـي قلبـهْ وَعِـدْ
مـا زالْ مِسْتَنّـي اتْضمّـدْ هالجُــرُوحْ ،،،
تَيْعُــودْ الـرّبيـعْ ينَـوِّرْ الشّبّــاكْ
وتتعُـودْ الطُّيُـورْ اتْعَشّــشِ بْهـاك السّطــوحْ ،،،
عـامِيـنْ يـا قـاسِـي
أَسـامِـي الصّغـارْ والضِّحكـاتْ
مَحْفـورَهْ حَفَــرْ بِـالــرُّوحْ،،،
وعَــدِّيـتْ...
* * * *
ذَكّــرِتْنِـي يــا بـابْ ،،،
ضِحْكـاتْ نصـف اللّيـلْ
ومَـوّالْ مِتْنَـدّي زَعَـلْ وِعْتــابْ ،،،
مَشْـرُوخْ
مِـنْ كُثُـرْ مـا عـانَـدْ رْيـاحْ العُمُـرْ
ومـا كَتَّــمْ هَـوى لَصْحــابْ ،،،
عَـامِيـنْ يـا قــاسِـي !
كيـفْ عـامِيـنْ ؟
هــذا فْــرَاقْ ،
مُـوشْ غْيــابْ !،،،
عَـامِيـنْ
لا عَــدَّى الحَمَـامْ فُــوقِـي
ولاَ زُرْزورْ فـي المِيــزَابْ ،،،
وعَــدِّيــتْ....
* * * *
خَلِّيــكْ يـا بـابْ الغَــلاَ
مْشَــرَّعْ كِمَـا قلبـي !
وخلّيـكْ وَاثِــقْ فـي الغَــوَالِـي.
مَهْمَـا الـزِّمَـانْ يجُــوكْ ،،،
أَيَّـامْ تُـرْسُمهُـمْ
وأيّــامْ تِمْحِـي وجـوههمْ
ويِبَـاعْــدُو...
وفِـي البُعُـدْ مـا يَنْسُــوكْ ،،،
خلّيـكْ مِسْتـنّي
يطُاّـو مـعَ أوّلْ غْيـومْ
وأوّلْ نِسـايِـمْ بـرِدْ
وايـدَفّـوكْ ،،،
وتِـزْهـى ألـوانـكْ يـا غَـريبْ !
وتْعَشّـبْ شْقُـوقَـكْ حَبَـقْ
وتْنَبّـتْ أخْشـابَـكْ وِرَقْ
وتُقفُـلْ عليهم
لاَ تحِـلْ ...لا يحِلّـوكْ ،،،
وعــدّيـتْ ...
محمّد الخامس ـ أكتوبـر 2008

الأربعاء، 1 أكتوبر 2008

عـن خـرائبِ اللّيـل ،ومحطّـاتِ السّفـرِ الأخيـر ـ إلى أبـي ميّتًـا

تمهيد : هذه القصيدة قديمة...قديمة قدم أبي...كتبتها ساعة موته...وجزؤها الأخير الذي كتبته بالعاميّة غنّاه الفنّان "بلقاسم بوقنّه"
...وألقـاكَ شـوقًـا جامحًـا ووصـالاً صغيـرًا يَبكـي وجـعَ الـدّهـرِ...وبين أصابِعـي تمـوتُ لغـةٌ وفجـرٌ بعيـدٌ لا زلـتُ أحفـظُ صمتَـه فـي قلبـي...
رَذاذٌ بِطعـمِ البنفسـجِ
يفتتـحُ اللّيـلَ في قلبِـكَ الآنَ
والشّـرفاتُ الصّغيـرةُ تجمـعُ أضـواءَها ،
وتنــامُ ،
فقـد آبـتِ الطّيـرُ هذا المسـاءَ على غيـرِ عادتِهـا
والفـراشُ القليـلُ ،،،
وكـان ـ على دكّـةٍ غمرتْها المـزاريبُ ـ طفـلٌ
يكـابِـدُ طيّـارةً علّقتْهـا الـرّياحُ بِمئـذنةٍ
ونَستهـا الفُصـولُ ،،،
وغِبـتَ بِـوعيِـكَ في وِجهـةٍ لم تُحـدّثْ بها أحـدًا
لَكَـأنّ قِـلاعًـا تَبيـنُ بِفتحـةِ عينيْكَ منهـا ،
وسيْفًـا يَنـوءُ بـهِ وينـامُ الأصيـلُ ،،،
وأنـتَ
تحاولُنـي مـرّةً أنْ أراكَ
تُحـرّكُ كفَّـكَ خائـرةً لِتشـدَّ يـدِي
وجعـي أنْ تمـوتَ علـى الصّمـتِ ،
قلبـي الـذي فـوقَ غُصـنٍ
بتفّـاحتيْـنِ يَميـلُ ،،،
وأقـرأُ ـ فـي مـا تقـولُ من الكلماتِ القتيلـةِ ،
في مـا تكـابـدُهُ شفتـاكَ ـ
احتمـالاً مـن العشقِ
تكتمـه فيسيـلُ ،،،
وآهٍ لإنْ سألـوا مَـن بـديلُـكَ ؟
أيـنَ البـديـلُ ؟؟ ،،،
* * * *
غـريبٌ قـرارُكَ أن تخـدعَ المـوتَ في أوجِ قلبِـكَ !
تخـدعَنـي مثلمـا كنـتَ بالصّمـتِ
بالاكتفـاءِ بـأدنـى القليـل
وكنـتَ تُكـابـرُ...كَـمْ كنـتَ
والمـوتُ لا شـكَّ يعـرفُ
واللّـهُ...والآيـةُ القُـرَشيّـةُ :
إنْ بلغَـتْ للتّـراقِـي ،،،
وهُلِّـلَ مَـنْ راقِ ؟ ،،،
والتفَّـت السّـاقُ بالسّـاقِ ،،،
* * * *
إِذًا...أَسلـمَ القلـبَ مختنِقًـا !
والفَـمُ البَـدوِيُّ المُعطَّـرُ بالـدّمِ والمـاءِ زاح قليلاً
وأَفضَـى بشـيءٍ مـن الصّمـتِ
هـذا الوصـالُ لقد أَوهـم القلبَ والـرّوحَ
أنْ ستعـودُ غـدًا !
وأَراكَ ببستـانِ لَـوزٍ
يطـوفُ بِـأرجائـه الضّـوءُ والـذّكريـاتُ
وأنـتَ علـى دكّـةٍ غمرتْهـا الـزّنابـقُ
فـي نشـوةِ الـوعدِ بيـن النّـدى والطّيـوبِ ،،،
كـأنّـكَ كـلُّ المقابـرِ حيـن نـزلـتَ
وكـلُّ الثّـرى يـا حبيبـي ،،،
فكيـفَ تُـرى قـدمـاكَ النّـديّـانِ ؟
أخشـى يُقاسمـكَ الصّيـفُ والـرّيـحُ هذا القليـلَ من المـاءِ !
لاَ قـدحًـا...لاَ مَشـاربَ
لاَ غيمـةً قرصـتْ حلمتيْهـا على غفلـةٍ في الغـروبِ ،،،
ويـا قلـبُ...هـذا خصـاءُ القلـوبِ !!
* * * *
لأنـتَ بكيْـتَ الفـراقَ
وأخفيـتَ وجهَـكَ بـالـدّمـعِ تقتلنـي
وتمـوتُ بـإحـدى الجـزائـرِ وحـدَكَ
فـي آخـرِ المـاءِ !
كَـذَا أنـتَ وحـدكَ...
مـاءٌ سفينُـكَ يـا سيّـدي
وشـراعُـكَ مــاءُ ،،،
وكـلُّ القصـائـدِ ـ إنْ خانـت العتبـاتُ
وأوشكـتَ من عَثـرةٍ تتهـاوى ـ وفــاءُ ،،،
وهـذي الخيـولُ التـي يَعلـقُ اللّيـلُ فـي سـرجهـا
والفضــاءُ ،،،
كَبـتْ...إلاَّ قلبـكَ
سبحـانـهُ ينحنـي للأحِبّـةِ !
والانحنـاءُ لغيـرِ الغـرامِ غَبـاءُ !!
* * * *
ذَكّـرينـي بلـونِ الخطـاطيـفِ ،
بـالشّجـراتِ التـي خبّـأتْنـا
وخَـربَشَنـا الصّيـفُ فـي ظلّهـا والشّـذى !
ذكّـرينـي بتلـكَ الـرّوابـي الصّغيـرةِ
حيـثُ يطيـرُ الحمـامُ ،
ويـأوي الفـراشُ القـديـمُ ،ولَهـوُ الطّفولـةِ واللّيـلُ
نضحـكُ فـي منتهـى الحـزنِ
نكتـبُ في الـدّفتـرِ المـدرسيِّ على هامـشِ الـدّرسِ
أحـلامَنـا وشتـائمَنـا وأَسامـي الحبيبـاتِ
أُولـى الحبيبـاتِ !
ثــمَّ كبـرنـا...
وجـدنـا الخطـاطيـفَ قـد غيّـرتْ لـونهـا،
والـرّوابـي الصّغيـرةَ..
والصّيفَ...واللّيـلَ...والـدّفترَ المـدرسيَّ..وكـلَّ الحبيبـاتِ !
لـم يبـقَ مـن أَحـدٍ غيـر أحـلامنـا ،
غيـركَ يـا قلـبُ أنـتَ بِـلا زمـنٍ
فـالـزّمـانُ انتِفــاء ُ ،،،
وأنـتَ الـذي فـوقَ عشقِـكَ
يصطلـحُ المـاءُ والمـاوراءُ ،،،
ويـأوي إلـى حقلـكَ العمـرُ أو مـا تبقّـى
وتغفـو الظّبــاءُ ،،،
لقـد شـرّدتنـا المقـاديـرُ
واختصـم اللّـهُ في أمـرنـا والقضـاءُ !،،،
* * *
تِنـاسِيتْ نَنْسـاشْ زادَنْ مْحـونِـي.... وفــاضَـنْ اعْيـونِـي
وقِصْـرَنْ مِسـافـاتْ دُونَـكْ وْدُونِـي
* * *
تِنـاسِيتْ نَنْسـاشْ سـاعـاتْ وِدَّكْ..... وِسْنِيـنْ كَـدَّكْ
وقـدّاشْ هـالعُمُـرْ هَـزّكْ ورَدَّكْ
أيّـامْ واتُـوكْ وأيّـامْ ضِـدّكْ
فْضـالَـكْ كِسُـونـي.... وتَنْـرُدْ مِسْـوالْ كِثْـرَتْ دْيُـونـي
* * *
تِنـاسِيتْ نَنْسـاشْ هالقَلِـبْ مَـا بَـهْ .... تِعْبُـو أَطْنـابَـهْ
والـرَّمَـلْ والحُـزُنْ سَـدُّو أبْـوابَـهْ
أنـا انْخـافْ لاَ طـاحْ يضيعُـو أحْبابَـهْ
وِيعـاتْبُـونِي....عـلْ قـدْ يـا قلـب مـاهم بغُـونِـي
* * *
تِنـاسيتْ ننسـاشْ غَـدّيتْ فَـرحِـي .... وِنْطَـفْ جُـرْحِـي
راهَنِـتْ عـلْ البـاهيـهْ افْسِـدْ طُـرحِـي
وِاشْـرَحِـتْ ما لْقيـتْ معنَـى لْشَـرْحِـي
غيـرْ فَهّمـونِـي .... كـل مـا بغيـتْ مـن غَـوالـي نسُـونِـي

دوز ـ مـاي 94