الأحد، 5 يوليو 2009

رسـالة إلى آلهـةِ الليل والنّسيـان

بَلَـلٌ فـي اللّيـلِ علـى الأحـزان

أطيـافٌ من ورقٍ مختـومٍ بالكبـريت...

وخلـف سهـادِ اللّيمـونِ ،

تجلّـى وجهُـكَ في اللّيـلِ ،

وكنـتَ علـى حـزنٍ نَهِـمٍ

تشـربُ أنبـذةً منـذ صبـاحِ الأمـسِ ،

ولا تسكـرُ إلاّ تعتعـةً...

مِـن أيـن أتيْـتَ ؟

ومـلءُ يـديْـكَ سـرابٌ

والصّمـتُ على رأسـكَ مَيْــتْ ؟،،،

فلمـاذا أتيــتْ ؟،،،

ولمـاذا وجهُـكَ لا أعـرفُـه ؟

قلبي في المطـرِ الثّلجـيّ

رصيـفٌ خـاصمـه البيــتْ !،،،

تسحـبُ أقـدامُ التّـاريخِ عبـاءتَـكَ البيضـاءَ

أرى سيـفَ الأمّـةِ مطـويّـا بشِمـالِـكَ والـرّاياتِ

فـأضحـكُ...لا أدري...بكيــتْ ،،،

ومنـذُ رحيلِـكَ مختفيًـا

لا زلـتَ تُـزيّـتُ بالحـزنِ شبابيـكَ الفقـراءِ

تنـامُ مـع كـلِّ نسـاءِ اللّيـلِ

أنـا رافقتُـكَ نصـفَ العمـرِ ،

وبعـد النّصـفِ مشيــتْ ،،،

خـاصمـتُ الحيـرةَ في عينيْـكَ الغائمتيْـن

أنـا خاصمـتُ البحـرَ وكلَّ مـوانيكَ المـوهومةَ

أيـن تبيعُ مَـواخيرُ الليـلِ فُتـاتَ كـرامتِهـا...

يحـرثُ بحّـارٌ فـي الصّمـتِ سبـاخَ امـرأةٍ

نسيـتْ تكنـسُ أروقـةَ القلـبِ !

أنـا خـاصمـتُ جهـارًا...ليْتـكَ أَوحيـتْ !،،،

فلمــاذا أتيــتْ ؟؟،،،

لَـو أنّـكَ باللّيـلِ هتفْـتَ

وغسّلـتَ جـراحَ الكـونِ بـأدنى المـاءِ

لكنـتَ شفَيــتْ!،،،

خـاصمـتُ بـريدَكَ إذْ يَعِـدُ القلبَ يجيءُ مع الثّلـجِ

وحيـنَ الصّحـوِ أبَيــتْ !،،،

أصيـحُ بـوجهِكَ في الفجـرِ : أُحـبُّ !

ولـوّثني جسـدٌ بالـوجْـدِ

فـأَعتق أفـراسًـا عَلِقـتْ أعناقُها في الطّيـنِ

وأومـض زهـرٌ كان نفـاه الـزّبلُ القـوميُّ !

وأنـتَ ؟؟

لا زلـتَ كـذئبٍ في الثّلجِ

تُفتّـشُ عن دفءٍ يـؤويكَ

وتنـأى...تنـأى...لتنـامَ مع الصّمـتِ

تسيـلُ خُطـاكَ كمـاءٍ في الأحـراج !

أُحـبُّ...أحـبُّ الليـلَ بغـرفتِها

وأعلّـقُ روحي قنـديلاً أخضـرَ

أو حـرفًـا من لغتـي لينـامَ النّـاس...

أنـا لغـةٌ لا يفهمهـا اللّـه !

بـرقٌ يكشـفُ عـوراتِ التّـاريخ !!

فلمـاذا أتيـــتْ ؟،،،

ولمـاذا حماماتُ المسجدِ تسفـك بالنـصِّ دماءَ النّـاس؟

بـذلـكَ أَفتَيــتْ ؟؟،،،

تـاريخكَ مَـوبوءٌ بـالـدّم !

مقصلةٌ تلعق أطرافًا وأصـابعَ مازال الحبرُ عليها

زندقةٌ..إلحادٌ..بَوحٌ بالمضنون على غيرِ الصّفوةِ !

فَلـمَ الفـرق إذا سَـوّيــتْ ؟،،،

ولِـمَ أفقـرتَ وأغنَيــتْ ؟؟،،،

يُضبَـطُ إيقـاعُ العمرِ عليكَ

فمن أين نشازٌ في الخلقِ وفي الأيّامِ؟

ومـاذا رأيـــتْ ؟،،،

الـدّينُ تسلّـح جـدًّا

وأنا ما كنتُ أمـرتُ ولا كنتُ نهَيـتْ !،،،

م.الخامس بن لطيّف