الأحد، 2 نوفمبر 2008

صوت الكون ..وأوّل المرافئ

همهماتٌ بأقصـى دمِـي
يـا لانتشـاءِ المساء بهنّ
وإذ يذكر القلبُ بعضَ صبـاه الخجـولْ ،،،
همهماتٌ بلون الطّفولة
يَصخبْـن بين سكونِ المـدى
مثلما يرقص الصّبيـةُ الثّملون بأحلى الفصولْ ،،،
يجمعون حكايا العصافير والبحرِ
يستبقون ظلالَ السّحابِ الموشّى
بأدعيةٍ من ذهـولْ ،،،
آه ، إذ يَلج الـدّربَ قلبي المشاغبُ
ممتلئًا بالنّشيدِ الإلهيّ مثل رسولْ ،،،
ويرمي حصاه على بابِ طاقٍ
تثاءب محتفيًا بالوصولْ ،،،
فيُغلق نهـدٌ صغير على نفسه
تتصاهل في رئتيْه الخيـولْ ،،،
* * *
همهماتٌ بأقصى دمي
ليس من هاجسٍ يحضر الآن
والقلب في هدأةٍ لا يُطـاق !
لقد نام منذ ليالٍ
والباب قد غُلِّقتْ أسفًـا
كانت البابُ تلك بلا أيّ اسمٍ
وكانت مفاتيحها من فراغٍ
وإنّ الغيومَ لتدخل حتّى تخوم الفراشِ
وتغسل ذكرى الذين أتـوْا
يـا إلهي أتعرف أسمـاءهم ؟ عطرهم ؟
وهل حفظوا عهدهم بالمجيء
إذا أورق القلب ثانيةً ؟
أنا كنت أقطعتهم نصفَ قلبي
وكنت ألملم ـ حين يقومون ـ ما تركوا من حكايا
وما ظلّ من مُزحٍ فوق طاولةِ الخمـرِ
آه يا سيّـدي
إذ يعـمّ الفراغُ
ويستوقـد الشّعراءُ فلا يوقَـدون
وإذ يخذل اللّه أحبابه
يُقتلـون على مـدخليْ أورشليمَ
إلى الكهفِ يا صُحبتي !
إلى خمرةٍ سوف نرمي على بابها
إن صحوْنا يمينَ الطّـلاقِ ،،،
شـآميّةِ الضّحكاتِ عراقيّةِ الحزنِ
لا يزالُ دمُ الطّفّ والنّهروانِ عليها
وشعرِ اليزيدِ الموشّى بلؤلؤتيْ نرجسٍ
والحكـايـا العتـاقِ ،،،
آه من فجواتِ الصّبـا
من حنينٍ عظيمٍ إلى البـرّ
كان المـدى فيهما والقبابـرُ
كان الهوى خَفقتيْن لـذا القلب
فَتْحًـا لباب الغيوم العظامِ
وكنتَ تحبّ.. تُعاشر كالطّير حتّى الخرائبَ
تفخر بالانتماءِ الرّجوليّ للنّاسِ
للفلَوات القديمةِ
والقمر البدويّ المعلَّقِ في الصّمت
تـألفه فيضيء
وقد تقتفي أثرًا للغمامِ
خيالاً من الشّوقِ قد هرمتْ وجنتاه
ويـأبى الأفـولاَ ،،،
أنـا كلّما هاجني الشّـوقُ ناديتُ يا جبلَ الشّيخ
صنّينُ عـارٍ كما لم يكن
والسّواقي التي أطفـأتْ عطشَ الشّرقِ دهرًا
تـدسّ جداولهـا في السّرابِ وتغفـو
ويغفُـو المقـامُ الجنوبيّ
لا زالت الرّيحُ تُفضي إلى قلبه بالعتابا
ولازال قلبي بموضعه رافضًـا
كيف أعرفُ أنّك لم تنته مثلهم ؟
كيف والحاكمُ العربيُّ يراكَ حصانًا باسطبله ؟
غَنّنِـي !
آه غـنّ على العودِ مَزمورَ آسـافَ !
يفتـرس اللّهُ أحبـابه !
مـن يُـزَفّ بهذي الجنازاتِ غيرُك يا سيّدي ؟
حمّلوها بجينين نكبتهم
خمسين عامًا من القَرَف العربيّ
والسّلاحُ القليل تغامز بالطّائراتِ التي ملأتْ دُشم العنكبوتِ
طائراتٌ تبول لـذكر حزيران
إنّمـا ...لـن يمـرّوا
وإن زَفزف العسكر العربيّ
يجوب القبائل في بَيْعـةٍ لليزيدِ !
أميرُ الأعـاريبِ هـذا
فـإن قتلـوه فــهذا !
وهـزّ بطومار سيّـده : بايعوا مَن بهـذا!
ألا مـن بهـذا ؟
بريق السّيوف تُحَـدّ مشافرها في الظّلامِ
قتال الحواشي قُريْشًـا على حُصّةٍ في الخراج
أيّها النّاسُ !
فلتحّذروا مكرنا !
ومـن خـاف خِيـفَ
أيّهـا النّـاسُ
إنّ الخليفةَ بستانكم فلتفيـئُوا !
وإنّـا لساستكم بالكتـابِ ،،،
وإنّ الخروجَ على الأمـسِ كُفـرٌ
ومِـن أيّ بـابِ ؟،،،
سـوى...
همهماتٌ بـأقصى دمي
يـا لانتشـاءِ المساءِ بهنّ
وإذ يشطب القلب كلّ صباه الخجولْ ،،،
همهماتٌ بلون المراكبِ
يرقصن بين سكون المـدى
والنّـوارسُ مشحونةٌ بالوصولْ ،،،
تُغنّي نشيد المحيطاتِ والتّيه
تتلو كتابَ العواصفِ والمـرفإ المستحيلْ ،،،
أنـا علّمتْنـي كثيرًا
ومن علّمتْه العواصف دهـرًا
ألا يفهم الآن شيئًـا قليـلْ ؟؟؟،،،
محمّد الخامس ـ دوز

ليست هناك تعليقات: