مدخل :
الحزن..يا قليبي..حمام غنّى وشدي بعوده
والموت لمّا طعن...يبّس كروم عوده
الحر مهما انجرح...ما يخالف وعوده
القلب مقسوم شطرين تيتّم ماعاد واحد
في رحيل الحمام .. وأوّل
مواسم الحزن
لألأتان..على قبّة من
نشيج
تضيئان طاقا صغيرا بروحك..
والله يدنو غيوما ..إلى
قاب حرفيْن منك !
على كتفيْكَ البهيّيْن
سرب حمام تطيّره ثمّ يأبى
ومثل رداء نبيّ
وقلبي الذي من هواك حريقْ
،،،
كأنّي - بحضرتك النّبويّة
–
زهرة صبح تناثرُ في الريح أوراقُها
ككتاب عتيق ،،،
كأنّك تنظر في الكون
مستعجما !
أو مهيبا إلى آية قد عجلت
بها
ما قلاك الهك يا سيّدي
وتعرف ما ضاق منك
ولكن زمان يضيقْ ،،،
عيناك صوب الغيوب العظام
!
أأغمضت من وجع ؟
أم ترى من وضوح المقاصد
والخمر ؟
أم وحشةٍ في الطّريقْ
؟؟،،،
تنزّل آياتك البيّناتُ
وتقرع أجراسهنّ بقلبي
لكم قد شدونا بها في
المغيب
وصلّينا فيها وقوفا
وغيرنا صلّى بجعجعة
ونهيقْ ،،،
كم أحبّك يا سيّدي !
كم أخاف ارتباك خطاويك
صوتَ اندساسك في الرّيح
صار المدى لا يبين
وصار الغرام معيقْ ،،،
لأنتَ الغرام المعيقْ
!،،،
وأنت الحكايا المريبة
عن نهدها الملكيّ
تثاءب في الصّبح كسلان
مثل بنفسجة تستفيقْ ،،،
* * *
لألأتان..على قبّة من
نشيج
بنتْ خيمةَ اللّه فيها
السّماءُ ،،،
أُعطِيتَ لوح الوصايا على
عجلٍ
والشّعب لم يعبد العجلَ..
بل تبعتك الخليقة
والأنبياءُ ،،،
ولستُ أراك شهيدًا..
ولكن ... يتوق إلى موتك
الشّهداءُ ،،،
ما أسلتَ دمًا...
بل الرّوح قد نزفتْ
وسالت على وجنة اللّه
منها دماءُ ،،،
دفعت الوراءَ بعيدا
وأوغلتَ تكْرِزُ
مستشرِفًا..
وغيرُكَ فرّخ فيه الوراءُ
!،،،
وقد عَتَبوك كثيرا
فما ضجّ قلبك فيه
وتعرف ..بعضُ العتاب جميلٌ
وبعض العتاب رياءُ ،،،
سأبقى بهذي المحطّات..
منتظرا أن تجيء بكلّ حمامات قلبك..
ثمّ أبكي..
إذا مرّت الرّيح أبكي..
وليس..يكفّ البكاءُ ! ،،،
م.الخامس ـ قربص نوفمبر 2015