مدخل : (عاميّ) من قبل..إيدها ع البابْ..يشرّعلها قلبي بساتين الورد..وينزل مطر..دافي وحزين..
في الإفـكِ..وأنهار الأفق الشّرقيّ
سأحكي اليوم عن امرأة
نهداها نصف القرآن
وثلاثة أرباع التّـاريخ العربيّ
عجنتها الآلهة الخلاّقة بالجمر وبالماء
فما أنظر في عينيها سوى ثملاً...
لا أعرفها..
لا أحد في العالم يعرف سرّ العطر الخالص فيها
لكنّي بالخمر أطيّر تنّورتها البيضاء..فتبكي
وأراودها..فيضجّ الورد
سيّدتي !!
والشّرفة تلك الشّرفة بستان
فبها أيّامي..وحبيباتي..
ورفاق غدٍ..وندامى كالورد
سيّدتي !
مساء الخمر الوطنيّ
مساء الفخذ الفاخر يترك في شفتيّ حرائق وردٍ
وتعضّ يدي ـ في عبث ـ كالقطّة لا تؤلمني
وأعضّ..تموء
وقبّرة تنقر بلّوّر الشبّاك..
تقــول : تعال !
أقول : قليلا ..لا أترك بستانِي ،،،
لا أنزع هذا الخصر العربيّ
تنزّل فيه الوحي أغانِي ،،،
ويضجّ القلب..
وأطرب مثل نبيّ هرمٍ هجرته الآيات
وأسرف في الخمر وفي النّسوةِ..والهذيانِ،،،
* * *
مولاي !
أراك بهذا الفخذ الورديّ
وأقنت أنّ أصابعك الخلاّقة فيه
بذلك أفتاني الوعي
ووعي الخمرة هيهات يخونْ ،،،
وكيف ؟ وبي منك صبابات
هنّ خلعن خلافات بايعتها
في عنقي السكّينْ ،،،
لكنّي الآن على دين الجهم..وواصلَ..والزّنج
أفكّر في ما يُـفرخ هذا الدّود بزهر الشّام
وفي ما يقتل هذا الدّينُ الـدّيــنْ ،،،
مـولاي !
أشـكُّ بأنّك مولاي
فإنّ القلبَ حـزينْ ،،،
أهملتَ صفيح الفقراءِ بداريّا...والقابونِ..وركنِ الـدّيـنْ،،،
أهملتَ نوافذ روحي للغرباء يمرّون خلاف الوقتِ
لسيّدة عنوانُها نهداها
أقرأ فيهما مكسورًا سفرَ التّكوينْ،،،
وألحنُ قدر العشق
فما عشق لا يلحن في الخمرِ
ولكنّ الفهمَ أمينْ،،،
مولاي !
أشـدّ على هذا الخصر..
وأقرأُ آياتِك في اللّيل
كغيمٍ يمطر أشواقًا..وحنينْ،،،
وأبكي...
إذ أسمع في لحظات الوجد نـداءَك
صلصلـةً..وأنيـنْ،،،
دثّــرني !
فـإنّ البـردَ بروحي دفينْ،،،
دثّـرني !
كغـزالٍ يهرب في الثّلـج إليك
ويغفـو..
والـرّأس دوارٌ
والقلب يكاد من الأضلاع يبيـنْ،،،
* * *
سيّدتي !
أعشق في صوتك هذا الحزنَ الواثقَ
كحمام في الرّيح
كحفيف رداءٍ يُنزع
والنّهد على حذرٍ
علّقت به معطفَ حزني
وغراميَ بالكونِ
هممتُ أعانقه...
نصف عناق قال فقط
فاختلج الماء بقلبي
واختلط الفقه المكيُّ بأشعار أبي نواس
قال الشّيخُ زنًـا بالنّهـدِ
بـإستِـك قلتُ!
بـالذّبح الهمجيّ..
بكلّ حواريّيك المأبونين بفضّون صبايا اللّه بأحراشِ الشّـامِ !
لكنْ.. للشّام أبـابيـلُ ،،،
وإن كـان معـاويةً !
أو كانت بستـانَ قـريشٍ !
فـالشّـامُ دليــلُ ،،،
وقــلاعٌ..
وجنـودٌ من جمـرٍ
ومـلائكـةٌ
ورسـولُ ،،،
مـولاي !
شـآمَـكَ
والبيّاراتِ..وماءَ النّهرِ الأمـويِّ
فـإنّ جـرادَ الـدّينِ يجـولُ ،،،
وإنّ زنًـا بالشّـامِ..زنًـا فيكَ !
مولاي !
وأنـتَ بـدون الشّامِ قليــلُ !،،،
م.الخامس ـ المريسة ـ قربص أفريل 2014